لطالما يشعر الناس بالانزعاج من رائحة العرق المنبعثة من المنطقة الموجودة تحت المفصل الذي يربط الذراع مع الكتف، والتي تسمى بمنطقة الإبط.
لهذه المنطقة التي تعج بالبكتيريا دور في حماية العقد الليمفاوية والأنسجة الرخوة الموجودة تحتها، وبالتالي فهي ليست منطقة سلبية كما يظن البعض، لكن لها بعض الأدوار الهامة رغم الإزعاج الذي تسببه لنا.
ويفرز الإبط نوعاً مختلفاً عن العرق الذي تنتجه بقية أعضاء الجسم، وكلنا يعرف أن العرق مسؤول عن تنظيم درجة حرارة الجسم، وجعلها ضمن المعدل الطبيعي الذي لا يتعدّى 37 درجة. هذا العرق يخرج من الجسم عبر أحد نوعين من الغدد:
1- غدد “الإكرين”: وهي الأكثر شيوعاً، حيث تنتشر الملايين منها فوق معظم أجزاء جسم الإنسان، وهي المسؤولة عن تلك الطبقة اللامعة من العرق التي تغطي جبهتك وأطرافك عند ممارستك للألعاب الرياضية.
2- غدد “الأبوكرين”: وتكثر في مناطق وجود بصيلات الشعر، كمنطقة الإبط والأذنين والأنف.
يعج إبطك بالبكتيريا
تعتبر منطقة تحت الإبط بيئة جيدة لنمو البكتيريا بها، بسبب إفرازاتها الزيتية والتعرقية، وليس من الضروري أن تكون بكتيريا إبط شخص مشابهة لبكتيريا الآخر.
فقد أظهرت دراسة جديدة وجود 3 مستعمرات بكتيرية مختلفة، في الأولى كان يهيمن نوع من البكتيريا يسمى “متقلبات بيتا”، وفي الثانية كانت تسيطر “الوتديات”، وفي الثالثة كانت السيطرة لـ”المكورات العنقودية”.
رائحة إبطك الكريهة ليست بسبب العرق
العرق وحده لا تكون له أي رائحة كريهة، ولكنه يعتبر بيئة مناسبة لنمو البكتيريا، والتي تقوم بتكسير جزيئات العرق وتحويلها إلى أحماض دهنية عطرية (aromatic fatty acids)، والمسؤولة عن الرائحة الكريهة التي تنبعث من أجسامنا.
في بعض الأحيان يكون السبب وراء انبعاث هذه الرائحة هو أمراض الغدة الدرقية وقد تكون ناتجة عن أعراض جانبية لبعض العقاقير، كتلك التي تستخدم كمضادات للاكتئاب.
ويعمل العلماء على إيجاد مزيل عرق لا يقتل إلا البكتيريا الضارة. وهناك دراسة قامت بها مجلة PeerJ العلمية، أوضحت من خلالها أن مزيل العرق ومضادات التعرق بصفة عامة (Antiperspirant products) تقضي على البكتيريا الموجودة بمنطقة الإبط، سواء كانت نافعة أو ضارة.
ويسعى العلماء لإنتاج مزيل عرق مُعدّل يقضي على البكتيريا الضارة فقط التي تُصدر الروائح دون بقية البكتيريا المفيدة الموجودة تحت الإبط.
رائحة إبط الرجل كرائحة الجبنة، ورائحة إبط المرأة كرائحة البصل
في دراسة أجراها باحثون من شركة “فريمنخ” في “جنيف” عام 2009 ونشرت في مجلة Chemical Senses، وُجد أن رائحة العرق قد تختلف عند الرجال والنساء. ويحتوي عرق النساء على نسبة كبيرة من مركب عديم الرائحة يدخل في تركيبه الكبريت، وعند تفاعله مع البكتيريا تنتج رائحة كرائحة البصل.
أما بالنسبة للرجل فقد وجد أن رائحة الجبن تتكون نتيجة أنزيمات من المزج بين بكتيريا وحمض دهني من دون رائحة. وهناك عوامل أخرى تلعب دوراً في اختلاف الرائحة، مثل طريقة الأكل والاغتسال واللباس ونوعية الجينات الموروثة.
تعليقات
إرسال تعليق